التحليل الفني أو التحليل التقني

تصرف بمهنية: "عملية تحليل الأسعار التاريخية للسند المالي والإحصائيات الأخرى الناتجة عن نشاط السوق في محاولة لتحديد الأسعار المستقبلية المحتملة".

لسنوات عديدة، تبين للمتداولين الفاعلين في سوق الأسهم وسوق العملات الأجنبية أنه توجد طريقة ناجحة واحدة للتنبؤ بالتحركات المستقبلية في الأسعار وهي عن طريق تحليل النماذج التي يمكن الاطلاع عليها في التحركات الماضية. وغالباً ما يشار إلى هذا المنحى على أنه تحليل مالي ومرده إلى أواخر القرن التاسع عشر. لقد حاز هذا المنهج على الأهمية في القرن العشرين من خلال استخدام النماذج المحوسبة وتقنيات التخطيط المتطورة.
 

نادراً ما تستغرق العملات وقتاً كبيراً في معدلات التداولات الطفيفة وتميل إلى تطوير اتجاهات قوية. ما يربو على 80% من الحجم هو أمر قائم على المضاربات مما يؤدي إلى ظهور سوق يعاني في كثير من الأحيان من العثرات ومن ثم يصحح وضعه. يمكن المتداول الذي حصل على التدريب الفني اللازم أن يحدد بسهولة اتجاهات وتحليلات جديدة تخلق فرص عديدة للدخول في أو الخروج من المراكز.

التحليل الفني المدعوم بالمخططات

الجداول المتعلقة بأنماط الأسعار هي إحدى وسائل التحليل التقليدية. تعد الخرائط بمثابة سجلات تاريخية لتحركات السعر التي تثبت المعلومات الهامة اللازمة لتحليل اتجاه العملات. ولا توجد طرق ثابتة لتفسير الخرائط ولكن مجرد تحقيق القدرة على التعرف على معظم الأنماط الأساسية يمكن أن يساعد في التنبؤ بالتحركات المستقبلية التي قد تطرأ على السعر. علما بأن التعرف على النمط هي عملية ممارسة مكثفة تتطلب الفحص البصري المتأن لخريطة الأسعار. ولقد صممت التوضيحات المبينة أدناه لتقديم العديد من أنماط الخرائط بيد أنها ليست كاملة أو شاملة على الإطلاق.

 

الرسومات البيانية الممثلة بالأعمدة

في الرسم البياني الممثلة بأعمدة، تتمثل حركة السعر بعمود. ويتحدد طول العمود بفترة التداول صعوداً وهبوطاً (مثال : بشكل يومي). كما يمكن استخدام إشارات أفقية صغيرة للدلالة على أسعار الافتتاح والإغلاق لفترة التداول هذه.

 

الرسومات البيانية الممثلة بأعمدة شمعدانية

الرسم البياني الشمعداني هو عرض مرئي يعطي صورة حسنة عن الحالة العامة لأسعار السوق، مع تسهيل عملية تصنيف أنماط سعر السوق إلى أفضل درجة ممكنة. بينما يمثل بدن الشمعدان الفرق بين سعر الافتتاح والإغلاق خلال هذه الفترة. عندما يكون سعر الإفتتاح أعلى من سعر الإغلاق، ويكون الشمعدان مصمتاً وعندما يتجاوز سعر الإغلاق سعر الإفتتاح، يكون الشمعدان أجوفاً.

 

الخطوط المسارية وأنماط الخرائط

الخطوط العلوية والسفلية والمسارية هي أدوات في غاية الأهمية لتحديد مستويات الأسعار ذات الدلالة التاريخية. والخطوط المسارية هي خطوط تحدد سلسلة من الارتفاعات أو الانخفاضات في مسار ما. ويتم استخدامها لتتبع المسار أثناء سيره.

 

مستويات الدعم والمساندة

مستويات الدعم والمساندة هي أحد المكونات الأساسية والهامة في التحليل الفني حيث ترمز لحالات الارتفاع والهبوط. ومستوى الدعم هو مستو سعر يكون عنده السوق الهابط قد توقف عن الهبوط وإما أن يتحرك بانحراف (متعادل) أو يأخذ في الصعود. وسعر المساندة هو مستو سعر يكون عنده السوق الصاعد قد توقف عن التقدم وإما أن يتحرك بانحراف (متعادل) أو يأخذ في الهبو. ملحوظة: مستويات الدعم والمساندة هي حواجز سيكولوجية تتسبب بتغيرات مؤقتة في المنحى الأساسي للسوق.

 

تحليل وتوقيت مسار السوق

لا تتحرك الأسواق في خط مستقيم صعوداً وهبوطاً. ومسار أي سوق في أي وقت هو إما صعوداً أو هبوطاً أو محايد (جانبي). وداخل هذه المسارات، للأسواق تحركات في المسار المقابل. وبمعنى آخر، فإن الأسواق تتحرك في تيارات ويجب على المتداول أن يركب الموجة في الوقت الصحيح. تبين الخطوط المسارية حدود الدعم والمساندة التي يمكن استخدامها كمناطق شراء أو بيع.

 

تطبيق التحليل الفني

يمكن أن تستخدم الخرائط خلال اليوم (5 دقيقة إلى 15 دقيقة)، على أساس الساعة أو اليوم أو الأسبوع أو الشهر. تعتمد الخريطة التي تقوم بدراستها على طول مدة خطتك في حيازة المركز. وفي حالة قررت التداول على مدى قصير، فقد تحتاج عندئذ إلى دراسة الخرائط التي مدتها 5 دقائق أو 15 دقيقة. واذا قررت حيازة المركز لعدة أيام، فمن المحتمل أن تطلع على المخطط المحدد بالساعة أو كل أربع ساعات أو باليوم. تعمل المخططات المحددة على أساس الأسبوع أو الشهر على ضغط تحركات السعر للسماح بتحليل المسار على مدى أطول من ذلك بكثير.

 

الدراسات الفنية

بمساعدة أنظمة الحاسب الآلي، يمكن حالياً للمتداولين التنبؤ بمسارات السوق المستقبلية على أساس المتوسطات الحسابية، والقوة النسبية لمسار السوق صعوداً وهبوطا والظروف التي حكمت وفرة الشراء أو البيع والأنماط الحسابية الأخرى التي ثبت جدواها في التنبؤ بمسار الأسعار. تبين الأقسام التالية بعض من طرق الحسابات الأساسية وتطبيق الدراسات في تصورات مختلفة.

 

مؤشر القوة النسبية (RSI)

يعمل مؤشر القوة النسبية على تقييم نقاط القوة والضعف الحالية للسوق خلال فترة زمنية محددة. وهو أداة متقلبة لقياس نسبة الحركة صعوداً وهبوطاً لأداة معينة خلال فترة زمنية محددة. وتؤثر المدة الزمنية المستخدمة على مؤشر القوة النسبية تأثيراً دراماتيكيا، وكلما قلت المدة الزمنية المستخدمة كلما كانت الحركة المقابلة لمؤشر القوة النسبية أكثر حساسية. وبالعكس، كلما زادت المدة الزمنية المستخدمة كلما كانت الحركة المقابلة لمؤشر القوة النسبية أقل حساسية، وبالتالي يتباطأ مؤشر القوة النسبية. ويعتمد مؤشر القوة النسبية بشكل فردي على التغيرات التي تطرأ على السعر لقياس قوة دفع السعر. وتظهر النتيجة كقيمة محددة بنسبة مئوية تتراوح بين 0 و 100. وتمثل القيم الواقعة بين 0 – 30 ظروف فرط البيع، بينما القيم الواقعة بين القيمتين 70 – 100 تمثل ظروف فرط الشراء. يعد تحليل حالات فرط البيع أو الشراء الدافع الرئيسي لمؤشر القوة النسبية. وهذا التقييم قائم على الافتراض بأن الخسائر الأعلى تشير إلى قوة السوق في حين أن الخسائر الأقل تدلل على حالة من الضعف.

 

مؤشر النماذج الاحتمالية (Stochastic)

يعد هذا المؤشر بمثابة أداة متقلبة شائعة الاستخدام للحكم على القوة الدافعة للسعر. فهو يقيس قيمة إغلاق السعر بالنسبة إلى مداه ويتمثل هذا المؤشر بنسبة مضروبة في 100. ويطلق على هذا المقياس مسمى %K بينما المقياس الآخر وهو %D هو متوسط التحرك لمؤشر %K متوسط تحرك فترات ثلاث مطبق على نتائج المقياس %K يؤدي إلى تحقيق قيم معقولة. وهذه القيم تمثل على مقياس من 0 إلى 100. ويقوم مفهوم مؤشر النماذج الإحتمالية على إحتمالية مفادها أنه مع تحرك الأسعار صعوداً، ستكون قيم الإغلاق التي تحقق خلال اليوم أقرب من القيمة العالية للمدى اليومي. والعكس صحيح، في حالة تحركت الأسعار هبوطاً. تشير القيم التي تتخطى حد 70 إلى ظروف فرط الشراء بينما تشير القيم التي تقل عن 30 إلى ظروف فرط البيع. إذا تخطى المقياس %K خط %D من أعلى (أسفل) في الجزء الأعلى (الأسفل) من الرسم البياني تظهر إشارة البيع (الشراء).

وحيث أن العملات يتم تداولها في أزواج عملات، فمن المجدي الاستثمار في عملية شراء عملة بلد ينمو أسرع وفي ظروف اقتصادية أفضل. تعكس أسعار العملات التوازن بين العرض والطلب على العملات. والعاملان الأساسيان اللذان يؤثران على العرض والطلب هما معدلات الفائدة والقوة العامة للاقتصاد. تعكس المؤشرات الاقتصادية مثل إجمالي الناتج المحلي والاستثمارات الأجنبية والميزان التجاري، الصحة العامة لاقتصاد ما ولذلك فهي مسؤولة عن التذبذبات الضمنية في ظروف العرض والطلب على هذه العملة. تتوفر بيانات هائلة يتم الإعلان عنها في فترات محددة والبعض منها أهم من البيانات الأخرى. البيانات المتعلقة بأسعار الفائدة والتجارة الدولية ذات أهمية بالغة.